يخيى وأحمد وكريم موظفون فى شركة كبرى بمدينة نصر، وبالمصادفة يسكنون فى
حى واحد فى القاهرة، يستيقظون، كل صباح، فى موعد واحد، كل منهم يستقل
سيارته إلى العمل.. ويعبرون فى الطريق على محطة البنزين نفسها لتزويد
سياراتهم.. ثم يتقابلون فى جراج الشركة ومن يصل أسرع يجد مكانا ومن يتأخر
فلا مكان له.
وذات يوم، فكر «يحيى» أن يشارك زميليه فى الطريق بمعنى أن يستقل الثلاثة
سيارة أحدهم، كل أسبوع، بهدف توفير الوقود واستهلاك السيارات، إضافة إلى
مكان «الركن»، وكانت الفكرة ناجحة جدا كما يروى المهندس يحيى الذى قرر أن
يحاول نشر الفكرة وتعميمها فقرر أن يصمم موقعاً إلكترونياً تحت عنوان
carpool يلتقى فيه الزملاء فى العمل أو الجامعة الذين يريدون أن يشاركوا
الآخرين فى الطريق، يقول يحيى: «فكرة الموقع تعتمد على ربط كل سكان المنطقة
الواحدة الذاهبين إلى نفس منطقة ومكان العمل فى نفس المواعيد وهذه الفكرة
قديمة ولكنها لم تدخل بعد فى الثقافة المصرية إذ بدأ استخدام مصطلح
carpooling فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية
كواجب وطنى لتوفير البنزين للجيش، وتم توسيع هذا المفهوم عام ١٩٧٣ فى أعقاب
حرب أكتوبر عندما خفضت الدول العربية إنتاجها من البترول، فلجأ الأمريكيون
إلى تلك الوسيلة للحفاظ على البنزين فى وقت الأزمة».
وحول الموقع الذى صممه يحيى يقول: carpoolmasr.com هو أول موقع مصرى على
الإنترنت يقدم خدمة carpooling مجانا للأفراد، ويمتاز بدقة نتائج البحث عن
شريك للذهاب من مكان السكن إلى العمل أو الجامعة فى نفس مواعيد الذهاب
والعودة، ويمتاز أيضا بالأمان لوجود خاصية groups التى تمكن طالب الخدمة من
البحث عن شريك فى دائرة المعارف مثل نفس الشركة أو الكلية أو النادى.
وأضاف يحيى: «القاهرة الآن تعانى أعلى نسبة زحام مرورى فى العالم بسبب
وجود ٢ مليون سيارة تجوب العاصمة يوميا، وهذه الفكرة قد تساعد على خفض عدد
السيارات الموجودة فى الشارع بنسبة تزيد على ٥٠% فى حالة حرص الناس عليها،
وبالتالى خفض عدد السيارات سيساعد على تقليل نسبة الحوادث، وتوفير أماكن
للركنات، وتوفير البنزين المدعم من الدولة التى تدعم البنزين بما يتجاوز ٧٠
مليار جنيه سنويا، كل ذلك إضافة إلى خفض معدلات انبعاث ثانى أكسيد الكربون
والعوادم السامة والقاتلة، وتقول دراسة إنه يلزم زراعة ١١٠٠ شجرة للتخلص
من عادم سيارة واحدة».
الموقع أيضا مرتبط بجروب على «فيس بوك» اشترك فيه عدة آلاف من المؤيدين
للفكرة، الذين يتمكنون من الوصول لبعضهم عن طريق الجروب، وعبر البعض عن
إعجابهم بالفكرة عن طريق وضع فيديوهات لإعلانات أجنبية تروج للفكرة، وقال
أحد الأعضاء: أنتم تقرأون عقلى، كثيرا أتساءل: لماذا لا نفعل هذا عندما
أنظر حولى وأنا فى الطريق وأجد نصف السيارات بها شخص واحد.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=262288&IssueID=1830